الخميس، 2 يوليو 2015

ما هي اهمية القراءة للطفل

القراءة كتعريف :

هي أداة معرفية ونشاط ذهني لكشف المكتوب واستنطاقه وتحليله وتفكيك رموزه, وهي أهم وسيلة   لتزويد الناس بالثقافة والعلوم. وهذا ما أكّد عليه القرآن الكريم بقوله تعالى : " اقرأ  باسم ربك الذي خلق "

صدق الله العظيم

أهمية القراءة للطفل

هناك مفهوم خاطئ عند بعض الأهالي, حيث يربطون أهمية القراءة أو البدء بها بموعد دخول المدرسة أو صفوف الروضة, ويرى هؤلاء الآباء أن مهمة حب القراءة هي مهمة مرتبطة بالمدرسة في الدرجة الأولى وهذا خاطئ.حيث أشارت العديد من الدراسات أن أهمية القراءة والارتباط بالكتاب تبدأ عند الطفل منذ ولادته, لأنّ 75% من تكوين المخ يحدث خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل, حيث أن القراءة في هذا السن تحرك خلايا الدماغ وتغذيها, ولكن يظهر ذكاء الوالدين في اختيار الكتاب المناسب والطريقة المثلى في قراءة ما تم اختياره لابنك حيث ينصح لطفل ما دون السنتين أن يكون الكتاب مليء بالصور من المحيط البيئي وأن يكون من الورق المقوى ليسهل عليه مسكه والتحم به, وأن يصاحب عملية القراءة استخدام الأولان ورسم الأشكال الهندسية والخطوط وأية تغييرات يبتكرها بنفسه.

والكتاب في هذه المرحلة بالذات هو أهم وسيلة لتعليم الطفل حيث يجلس الطفل في حضن والدته أو والده ويبدأ الأب أو الأم يسرد أحداث قصة مناسبة لعمره, حيث نلاحظ شعور الطفل بالأمان والاطمئنان ثم النوم

وقد أثبتت الدراسات وجود رابط قوي بين القدرة على القراءة وبين التفوق الأكاديمي وأهمية القراءة تكمن في  :-

-توسّع القراءة خبرات الطفل وتفتح أفقه.

-تتسع أفاقه الثقافية.

-تعد وسيلة للمتعة والسرور.

-تكسبه ذوقاً حسياً ولغوياً.

-يرتقي عن أقرانه في قراءته وكتابته.

-تجعله قادر على التفكير الايجابي السليم.

-تفتح له أبواب الجرأة والشجاعة وعدم الخجل.

-تنمي لديه ملكة حل المشكلات والتفكير الناقد.

-تزيد فرص نجاحه المستقبلية سواء في العمل أو الزواج.

-تقضي على  احتمالية الخرافة والجهل والتطرف والفراغ وكل أنواع التخلف لديه.



أمّا أهم أساليب ترغيب الطفل في القراءة فهي :-

أولاً : القدوة .

ولها جوانب كثيرة وأهمّها وأفضلها وجود أب وأم يحبون القراءة ويمارسونها أمام أبناءهم باستمرار, وتزداد فرص حب الأولاد للقراءة بوجود مكتبة صغيرة, وحبذا مشاركة الأبناء في تكوينها, حيث يفضّل أن تكون هذه المكتبة في غرفة الجلوس وتحتوي على كتب ومجلات متنوعة, ويراعي في هذه الكتب:-

مناسبتها لعمر الطفل.
تلبي حاجاته وخصائصه النمائية.
احتواءها على صور وألوان جذابّة وزاهية خاصة للأطفال ما دون سن المدرسة.
أمّا فيما يتعلق بما ذكرته سابقاً فيما يخص مشاركته في تكوينها فهذه نقطة هامة جداً أيضاً حيث يفضلّ:

اصطحاب أبناءك إلى معارض الكتب التي تفتتح بين الفترة والأخرى وحاول شراء ما يستهويهم من الكتب.
حاول إشراك أبناءك في المكتبات العامة, وزيارة المكتبات الخاصة باستمرار.
ثانياً : التدّرج مع الطفل.

لا يجوز البدء مع الطفل بكتب أكبر من عمره ولا تلبي حاجاته, لأن مثل هذا الخطأ قد يغرس في نفسه صورة سلبية عن الكتاب يصعب نزعها أو الخلاص منها في المستقبل, وفي هذا الخصوص يجب التّدرج مع الطفل قصصياً بما يناسب عمره العقلي والزمني ويمكن تقسيم ذلك على النحو الآتي :

™  طفل قبل السنتين :

يُسرد له قصص بسيطة وقصيرة ومعبّرة, تحتوي على قيم ومبادئ أخلاقية وتربوية ومرتبطة ببعض الحيوانات والطيور الموجودة في البيئة مثل : العصافير, والدجاج, والقطط....

™  طفل ما بعد السنتين حتى سن دخول المدرسة :

يحب الحيوانات وأساطيرها, وربط ذلك بالشجاعة والقوة, ويرغب في القصص التي تحتوي على صور ملونة وأخرى غير ملونة حتى يلونها ويتعلم على الذوق الفني والخيال العلمي.

™  طفل ما بعد سن المدرسة :

يحب القصص الخيالية وقصص المغامرات والبطولات والانتصارات, ويُفضّل ربطه بتاريخه ودينه من خلال قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الخلفاء وأبطال المسلمين.

توصيات للأم التي تقرأ لابنها:

قراءة أية قصة معبّرة كما ذكرنا ويشترط قبوله بها حتى وإن كانت تافهة أو مكررة.
عند القراءة حاولي أن تكون قراءتك معبّرة, مليئة بالإحساس والإثارة واستعمال الإيماءات وحركات الأيدي أو خفض ورفع الصوت.
حاولي مناقشة طفلك بالقصة, وأخذ رأيه بها ومساعدته باستخراج المعاني الحميدة المستهدفة من القصة.
وأخيراً موجهاً كلامي للمدارس والمعلمين بكلمات بسيطة جداً حيث يقول :" أيدن شامبر" في كتابه " كيف نصنع قراءاً " :

المعلم الضعيف : يقدم المعلومة

المعلم المتوسط : يفسرا لمادة

المعلم العظيم : يلهم

لذا فإنّ للمعلم الدور الأكبر في حفز الطفل وربطه بالكتاب من خلال الأنشطة المتنوعة مثل : المسابقات والتقارير, وتوجهه نحو المكتبات والانترنت في الأشياء الشيقة التي تناسب عمره وحاجاته ودفعه نحو المواضيع التي تهمه في الدرجة الأولى.

وما ينطبق على المعلم ينطبق على الأب والأم, والمثل المشهور يقول " أعطيني سمكة تطعمني يوماً , وعلمنّي الصيد تطعمني دوماً ". ولابد أن نذكر بأنّ الكتاب وحب القراءة هو الوسيلة الرئيسية التي ترتقي بالطفل وبالمجتمع وبالأمة لتكون في مصاف الأمم وهو السبيل الوحيد لخلاص الأمة مما تعني منه من فوضى واضطراب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق